يقول سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب " من قال أنه يجب أن نتشابه " .. !!
صباح الاختلاف
أرى أن التشابه لا يكون إلا في أمر الباطل و أن الاختلاف لا يكون إلا في أمر الحق .. !! جملة فتحت تساؤلات في
أذهانكم ، ما هذا الكلام أنتشابه في أمر الباطل ونختلف في أمر الحق أي منطق هذا وأي عقل يعيه ، وأي ّفهم توصل
إليه الكاتب من قول الحسن " ومن قال أنه يجب أن نتشابه " حتماً بها شي من الحيرة ، على كُل حال دعوني الآن من
تفسير قول سيدنا الحسن ودعوني أُبقي كلامي في إطار جملتي ..! " اتفاق في أمر الباطل ، اختلاف في أمر الحق "
ما أقصده أن هُناك اتفاق في أمر الباطل وهو إما اجتنابه ، أو إتيانه ، فالاجتناب لا يحتاج وسيله معيّنه أو طريقة ما
لننهيه ، عدا أني لا أحرّك ساكنا لفعله ، وأكون قد تركت الباطل ، أو إتيان الحق لتجنب الباطل لأن السلوك السلبي إما
امتناع عن فعل مرغوب أو إتيان فعل غير مرغوب .. أليس متفقين في أمر الباطل ؟!
وما أقصده في الاختلاف في أمر الحق ، هي مسألة ليست بذات الهيّنة أن أقوم خِلاف الباطل ، إن كان هُناك اجتناب ،
هنا القيام بأمر الحق ، المسألة في تطبيق الحق ، كيف يكون، قد تكون طريقتك صحيحة وأنا مخطئ وقد تكون طريقتي
هي صحيحة وأنت مٌخطئ ، وقد تكون كل طُرقنا صِحاح ، وهنا تظهر نظرية .. " من قال أنه يجب أن نتشابه " .. !؟
بدايةً اضرب لكم مثال على هذه النظرية ، من خلال أعظم شخصيّتين في التاريخ النبوي بعد النبي صلى الله عليه وسلم
هما أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، الأول كان حليماً ليّناً وهو في الحق ، والثاني كان شديداً حازماً وكذلك كان
في الحق ، لكل منهم منهج معيّن في تطبيق الحق ، شخصيتين كُل منهما تغلب عليه صفه مناقضة لبعضيهما البعض إلا
أنّهما كان أخير شخصيتين في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
تعال وانظر الاختلاف في الحق بين أب وأبنه وأرجع إلى عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمر ، وأرجع إلى علي بن أبي
طالب و الحسن بن علي ، تعال واقرأ عن عبد الله بن عمر و سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم جميعاً .. !!
ما أريد قوله دام أني لدي منهج معين وسليم في تطبيق الحق ، لا يحتاج أن نتشابه في تطبيقه ، عمر بن الخطاب لم
يجبر ابنه عبد الله أن يكون مثله رغم أنهما كلاهما يسعيان للهدف نفسه ؟!
الحسن بن علي رضي الله عنه أصلح بين فئتين كبيرتين قد اختلفت في عهد أبيه مستنداً لنظريته من قال انه يجب أن
نتشابه تخيلوا لو سار على نهج من قبله لكان على الحق صحيح ولكن لاستمر الخلاف قائم بينه وبين الأمير معاوية
" دعوا من هم حولكم الحرية في تطبيق الحق ، إذا كانوا يتمتعون بذلك ، فمن قال أنه يجب أن نتشابه " .. !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق