المُتحرّي وأيام العيد .. !!
العيد جميل جداً ، لما فيه من الإيجابيّات الرائعه ، بغض النظر عن المصاريف ، ألتي أقحم الناس أنفسهم في أعباء ما من
داعي لها ، سوى المظاهر ، نعم صحيح بعض الأمور عاده ، بات المجتمع كله يفعلها ، لذلك باتت ملزمة على الجميع ،
يتحمل الفقير ، آثارها السلبيّة ، على كُل حال دعوني أسرد لكم كيف هو العيد مع المُتحرّي من أول أيامه إلى رابع أيام
العيد السعيد .. !!
/
أول أيام العيد
نستيقظ باكراً قبل صلاة الفجر تقريباً بساعة أو نصف ساعة ، بقدر الوقت الكافي للجاهزية للعيد ثم نذهب لصـــلاة الفجر
ونعـود للمجلس في البيت نتبادل التهانئ ، ونستقبل المهنئين ، ثم بعد ذلك نذهب إلى السبلة ، والتي يجتمع جميع أفـراد
عائلتي وأبناء بلدتي الطيبة ، تقريباً من الساعة السادسة وإلى صلاة العيد ، ثم نذهب لأداء الصلاة ، وبعدها يتم مشاهد
ركض الخيل ، والملاعب ، وتسمى بـ " العرضة " وبعد ذلك يقوم أهالي البلدة بشلّات من مٌصلى العيد إلى السبلة التي
يجتمع فيها أهالي البلدة _قرابة نصف كيلوا_ثم بعد ذلك يتناول أهالي البلدة وجبة الغداء مع الساعة الثامنة والنصف ،
تخرج وجبة الغداء من الحصن ، ومن قبل شيوخ البلدة
وبعد ذلك ينفض الأهالي إلى السلام على الأهل والأقارب والأصدقاء
ويبقى شيوخ البلدة في السبله لإستقبال المهنئين بالعيد ، الذين يأتون من مختلف المناطق سواء من داخل بلدة الدريز ،
أو من خارجها حتى صلاة الظهر ، ثم نعود إلى البيت لأخذ قيلولة بعد يوم رائع ، على أن يتم العودة إلى السبلة في العصر
لإستقبال المهنئين إلى المغرب وبهذا ينتهي اليوم الاول في السبلة .
وفي المساء كان في السابق تجتمع العائلة والأقارب كل يوم في بيت أو بيتين لتناول قهوة العيد ولكن لظروف الزمن ذهبت
هذه العادة ، إلى أن جاء الشباب بتجديد هذه العادة من إخواني وأبناء خالي وعائلتي ، وكل الشكر لمن أحيا هذه السنة فله
أجرها الى ما شاء الله_ وبهــذا ينتهي اليوم الأول والذي يعُــرف في بلدتي بالدريز بإسم يوم " الذبائح " .. !!
/
واليوم الثاني
والذي يعرف بإسم يوم "المقلاي" ، لن أقول كنا وكنا ، ولن أتكلم كيف كنّا فكان الحال إلى شبه المحــال ،
ولكن سأحكي ما نحن عليه الأن رغم تضائل الامور إلا ان بعض العادات ما زلنا متمسكين بها من الإنعدام مثل ما هو حاصل
في بعض البلدان ، فللعيد طقوسه الخاصة يجب الإهتمام به ،والمحافظة عليه .
على كُل حال دعوني أعود ليومي الثاني .. ، يستيقظ المتحري وإخوانه _ وكذلك يفعل غيره في بلدته ، ولكن أنا أتحدث عن
العيد عند المُتحري _ في الصباح ونقوم بإشعال التنور بحطب السمر ثم نرمي "الوخيف " نعم نسميهـا لوخيفة أو الوخيف
أي الشوى ، ولكن نسميها بهذا الاسم قبل أن يستوي في التنور ، ولا نعود إلى إخراج الشوى إللا رابع أيام العيد .
وبعد صلاة الظهر نذهب إلى السبلــة فنجتمع وأعمامي وأخوالي وأهلي أجمعين لتناول وجبة الغـــداء المقلاي حظة جميله
لا يدرك قيمتها سوى العاقل مِنّا وفي العصر إن ما توفرت الخيل كان ركض الخيل والملاعب العرضة وثم الشلّات الشعبية
حتى وقت المغيب ، فالصلاة لها حق علينا ، وفي المساء نجدد اللقاء بقهـــوة العيد الرمسة في بيت آخر ، لزيادة الإلفة
والتقارب والمحبة وينتهي اليوم الثاني يوم " المقلاّي " .. !!
/
وفي اليوم الثالث
نستقبل المشاكيك وفي صبيحة هذا اليوم نستيقض ونقوم بشوي المشاكيك بجمر السمر على الصار بطريقة تقليدية على
الحجر فتكون المشاكيك مصفوفة ببعضها تصل إالى عشرة مشاكيك ، ويسمى جملتها بالدعن وتتراوح عددها بين الخمسة
والعشرين إلى الثلانين دعناً ، وعلى كُل حال كُل منزل وسجيّته ، وبعد الصلاة نذهب لسبلة لتناول وجبة الغداء وعلى فكره
، كُل منزل يُحضر معه الغداء فيجمع مع البقية ليأكل منها الجميع وهو دعن من المشاكيك و جوال ( الخبز العُماني ) وهذ
الهدف من العيد المشاركة والجمعة الطيبه وكذلك العصر يخرج أهالي البلد للمشاركه في ركض الخيل والشلات الشعبية
بالبلده ، و كذلك المساء نجتمع في احد المنازل ، وبهذا ينتهي اليوم الثالث.. !!
/
اما اليوم الرابع
يوم ( الشوى ) اليوم الأخير من أيام العيد في بلدة الدريز ، نُخرج الشوى من التنور ، والعادة يشترك في التنور الواحد كثير
من الاهالي والاصدقاء ، وكُل منهم يجعل شواه علامه لكي يميّزه عندما يهم بإخراجه ، وكعادة العيد نلتقي فالسبلة للغداء
، والعصر نمارس نفس الطقوس حتى غياب الشمس وبهذا ينتهي العيد عند المُتحرّي .. !!
/
المصدر /
1- تحرير / بقلم المُتَحرّي
2- الصور / بعدسة المُتَحرّي
3- الفيديوا / بعدسة الأمجد بن هلال الغافري
4- برعاية / منتديات كنز العرب